[مشروعية الاعتكاف وزكاة الفطر]
الاعتكاف: هو قطع العلائق عن الخلائق، والاشتغال بخدمة الملك الخالق عز وجل، أن يلزم العبد المسجد للصلاة والذكر والدعاء والبكاء، ولا يخرج إلا لحاجة، أي: للبول والغائط، واختلفوا فيما سوى ذلك، فإذا خرج لغير حاجة بطل اعتكافه بإجماع العلماء، فينبغي لمن أراد أن يعتكف وأن ينال ثواب هذه العبادة ألا يخرج من المسجد إلا لحاجة شديدة.
كذلك في العشر الأواخر من رمضان شرعت زكاة الفطر طهرة للصائم، وهي صاع من طعام، أي: من بر، أو من قمح أو من شعير أو من أقط -وهو اللبن المجفف- أو من تمر أو من زبيب، فهذه هي المنصوص عليها، وقاس العلماء عليها غيرها مما يقتات ويدخر، كالأرز والعدس وغير ذلك.
وجمهور العلماء على عدم جواز إخراج القيمة، فإما أن يشتري العبد لنفسه هذه الأصناف أو صنفاً من هذه الأصناف، ويوزعها على من يقبلها، أو يوكل من يشتري له ذلك، أما أن يخرجها نقوداً، فإن الناس -خاصة في هذه الأزمان المتأخرة- لا يحسنون إنفاق هذه النقود، فقد ينفقونها في معصية الله عز وجل فضلاً عن أن العبادات على التوقيف، فإذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (زكاة الفطر صاع من طعام أو من شعير أو من أقط أو من تمر أو من زبيب)، فتكون هذه هي الزكاة المطلوبة.
وتخرج الزكاة في المكان الذي فيه الإنسان ببدنه، ويمر عليه عيد الفطر وهو فيه، فمن كان بمصر تخرج في مصره، ومن كان في بلد آخر يمر عليه عيد الفطر وهو فيه تخرج في هذا المكان؛ لأن زكاة الفطر وقتها قبل صلاة العيد، ولكن رخص بعض السلف توسعة على الناس أن تخرج قبل العيد بيوم أو يومين، فإذا خرج الإمام لصلاة العيد فإن وقت زكاة الفطر يكون قد انتهى بذلك.
هذه عبادات شرعت في نهاية هذا الشهر الكريم، فيا أصحاب الذنوب العظيمة! الغنيمة الغنيمة في هذه الأيام الكريمة، فما منها عوض ولا لها قيمة، من يعتق فيها من النار فقد فاز بالجائزة العظيمة والمنحة الجسيمة، يا من أعتقه مولاه من النار! إياك أن تعود بعد أن صرت حراً من رق الأوزار، أيبعدك مولاك عن النار وأنت تقترب منها؟! أينقذك منها وأنت توقع نفسك فيها ولا تحيد عنها؟! اللهم أحسن خاتمتنا، واختم لنا هذا الشهر الكريم بخير يا رب العالمين! اللهم اجعل خير أيامنا في هذا الشهر خواتمه، اللهم اقبل منا ومن المسلمين الصيام والقيام وتلاوة القرآن.
اللهم اجبر كسر المسلمين بفراق هذا الشهر، اللهم اجبر كسرنا بفراق هذا الشهر، اللهم إنا نسألك أن توفقنا لرمضان سنين عديدة وأزمنة مديدة، وأن تمتعنا بالطاعة والعافية، اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبداً ما أحييتنا، واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا.
اللهم من كادنا فكده يا رب العالمين! ومن مكر بنا فامكر به يا رب العالمين! اللهم إنا ندرأ بك في نحور أعدائك، ونعوذ بك من شرورهم، اللهم لا ينسلخ هذا الشهر الكريم إلا وأمة الإسلام ترفل في أثواب العز والكرامة، اللهم ارفع راية الإسلام في كل مكان يا رب العالمين! فوق كل أرض وتحت كل سماء يا رب العالمين! اللهم اقبل عمرة إخواننا المعتمرين، واجبر من لم يتمكن من الخروج يا رب العالمين! وافتح عليه في الطاعة والعبادة ما يعوضه أحسن العوض.
اللهم فك أسر إخواننا المأسورين، وسائر المأسورين في سجون العالم يا رب العالمين! من المسلمين، اللهم فك أسر إخواننا وسائر المسلمين يا رب العالمين! اللهم فك أسر المأسورين، وفرج كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين، اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين، اللهم اهد شباب المسلمين، اللهم اهد شباب المسلمين، واهد أطفال المسلمين، واهد نساء المسلمين، اللهم زينهم بالعفة والحجاب والحياء يا رب العالمين! اللهم ارفع عن بلاد المسلمين الغلاء والوباء والربا والزنا، وردهم إليك رداً جميلاً.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.