من أسباب زيادة الإيمان كذلك: التفكر في مخلوقات الله عز وجل، {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}[آل عمران:١٩٠ - ١٩١].
وقال عز وجل:{وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ}[الذاريات:٢١].
فكلما تفكر العبد في مخلوقات الله عز وجل فإن عظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق، وانظروا إلى هذه الأرضية التي نعيش عليها، يقول العلماء، علماء الفلك: إن الكون فيه المجرة، والمجرة فيها المجموعة الشمسية التي نحن فيها، والمجموعة الشمسية فيها بلايين الأجرام مثل الكرة الأرضية، ومنها ما هو أكبر من الأرض بآلاف المرات.
ولذلك قالوا: إن الكرة الأرضية ما هي إلا رملة في صحراء موحشة.
وكل هذه الأجرام هي مصابيح في السماء الدنيا، كما قال عز وجل:{وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ}[الملك:٥].
فكيف تكون عظمة السماء الدنيا والثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة ثم العرش وهو سقف المخلوقات؟! و {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه:٥] وهو أكرم من كل شيء وأعظم من كل شيء، وأجمل من كل شيء، والسماوات لا تقله ولا تظله، فكلما تفكر العبد في مخلوقات الله فإنها توصله إلى الإحساس بعظمة الله وقدرته وكماله، قال تعالى:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}[الزمر:٦٧].
وكان السلف يفضلون تفكر ساعة على قيام ليلة، أي: أن العبد لو تفكر في مخلوقات الله عز وجل ساعة، فقد يثمر هذا من الإيمان ومن الحب للملك الديان أكثر مما يثمره قيام ليلة بكاملها.
وسئلت أم الدرداء عن أكثر عبادة أبي الدرداء، فقالت: كان أكثر عبادته التفكر.