[التعرف على النبي صلى الله عليه وسلم ودراسة سيرته]
السبب الثالث من أسباب زيادة الإيمان: أن يتعرف على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وأن يدرس سيرته، وأن يعرف آيات نبوته صلى الله عليه وسلم، وأن يدرس كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم.
وكان يكفي من عاصر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن ينظر إلى وجهه فيعتقد صدقه، كما قال حسان: لو لم تكن فيه آيات مبينة كانت بديهته تأتيك بالخبر أي: لو لم يأت بالمعجزات التي تدل على صدقه صلى الله عليه وسلم لكان الناظر إلى وجهه الكريم صلى الله عليه وسلم يعتقد أنه صادق، وهذا ما حدث من عبد الله بن سلام وكان حبراً من أحبار اليهود، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كان عبد الله بن سلام يخترف في بستانه -أي: يجمع الثمر- فذهب ومعه الثمر، فنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أشهد بأن وجهك ليس بوجه كذاب، فاعتقد صدق النبي صلى الله عليه وسلم، وآمن وأقر بنبوته ورسالته.
كذلك سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من أكبر معجزاته؛ لأن الدارس لسيرته يرى رجلاً على أكمل خلق، لم يغدر مرة، ولم يخلف الوعد مرة، ولم يكذب مرة، وكان أشد حياءً من العذراء في خدرها، وكان أشجع الناس، وكان أكرم الناس، فاجتماع هذه الشمائل في رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قال عز وجل:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[القلم:٤]، يدل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم، فيزداد إيماننا به.
كذلك دراسة معجزاته، وكيف أنه أشار للقمر فانشق لإشارته، وكيف نبع الماء من بين أصابعه، وكيف حن الجذع اليابس الذي كان يستند إليه في المسجد إليه، وذلك حينما صنعوا له المنبر وصعد عليه وترك الجذع، فظل يخور خوار الرضيع حتى نزل فاحتضنه فسكن.
وفي بعض الروايات:(لو لم أحتضنه لظل يخور إلى يوم القيامة).
ومنها: انقياد الشجر له صلى الله عليه وآله وسلم، وتسليم الحجر عليه، فكل هذه المعجزات معرفتها يزيد من إيماننا بصدقه صلى الله عليه وسلم، والإيمان يزيد وينقص، يزداد بكثرة الأدلة وقوتها ووضوحها.