وفي ذلك قيل: الشجاعة صبر ساعة والنفس لها قوة إقدام وقوة إحجام، فالصبر أن يجعل قوة إقدامها إلى ما يرضي الله عز وجل، وقوة إحجامها عما يسخط الله عز وجل، والعبد مطالب بالصبر عباد الله! في البلاء وفي النعمة، وفي قضاء الله عز وجل، مطالب بالصبر على بلاء الله عز وجل؛ لأن الله عز وجل يبتلي الناس من أجل أن ينظر هل يصبروا أو يجزعوا، كما قال الله عز وجل حكاية عن أهل النار:{سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا}[إبراهيم:٢١]، فعكس الصبر هو الجزع.
فالله عز وجل يبتلي الناس من أجل أن يظهر فقرهم إليه سبحانه، ومن أجل أن يصبروا على قضائه ويرضوا بقدره، فهذا هو الصبر عند القضاء.
وكذلك الصبر على طاعة الله عز وجل، كالصبر على الصيام وعلى الجهاد في سبيل الله، وعلى الصدقة والإنفاق والحج والعمرة، وكل ذلك.
كذلك الصبر عن معصية الله عز وجل، فمن الناس من عنده صبر على طاعة الله عز وجل، ولكن لا يصبر عن بعض المحرمات، ومن الناس من يصبر عن المعاصي ولكنه لا يجتهد في طاعة الله عز وجل، فينبغي على العبد أن يوطن نفسه على الصبر وعلى الشكر لله عز وجل.