وهذا موقف صبر لـ عمر بن عبد العزيز رحمه الله: عن الربيع بن سبرة قال: لما هلك عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز وكان صنو أبيه، يعني: كان شبيهاً بأبيه في الزهد، بل كان بعض الناس يقول: إنه أفضل من أبيه، ثم هلك أخوه سهل بن عبد العزيز ومولاه مزاحم.
وسهل بن عبد العزيز هو أخو عمر بن عبد العزيز، هلكوا في أيام متتابعة، فدخل الربيع بن سبرة عليه فقال: أعظم الله أجرك يا أمير المؤمنين، فما رأيت أحداً أصيب بأعظم من مصيبتك في أيام متتابعة، والله! ما رأيت مثل ابنك ابناً، ولا مثل أخيك أخاً، ولا مثل مولاك مولى قط.
قال: فطأطأ عمر رأسه، فقال لي رجل معي على الوسادة: لقد هيجت على أمير المؤمنين.
قال: ثم رفع رأسه فقال: كيف قلت الآن يا ربيع؟! فأعدت عليه ما قلت أولاً، فقال: والذي قضى عليهم بالموت ما أحب أن شيئاً من ذلك كان لم يكن.
وأعاد الحديث وزاد فيه: ما أحب أن شيئاً من ذلك كان لم يكن؛ لما أرجو من الله تعالى فيهم.
إنه الرضا عن الله عز وجل، ومن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط.
والرضا أكبر من جنة الله عز وجل، وعمر بن عبد العزيز إمام عادل صاحب زهد وورع وعلم وعبادة وشرف وسيادة، وكل أخباره عجيبة.
وقد أشار الإمام أحمد رحمه الله إلى أن نشر فضائله فيه خير كثير.
فنسأل الله عز وجل أن يجمعنا مع هؤلاء الأعلام بحبنا لهم ونشرنا لأخبارهم، ولله الحمد والمنة على كل نعمة.