إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً.
أما بعد: فقد تكلمنا بحمد لله تعالى فيما سبق عن علامات مرض القلب، ونتكلم اليوم إن شاء الله تعالى عن علامات صحة القلب.
وعلامات صحة القلب هي كذلك علامات محبة الرب عز وجل، كما قال ابن مسعود لرجل: داو قلبك فإن حاجة الله إلى العباد صلاح قلوبهم.
أي: مطلوبه منهم صلاح قلوبهم.
وصلاح القلوب بأن تمتلئ بحب علام الغيوب وغفار الذنوب عز وجل، فلا تصلح القلوب إلا بذلك، كما أن السماوات والأرض لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا، فكذلك قلوب العباد لو كان فيها آلهة إلا الله عز وجل لفسدت بذلك فساداً لا يرجى له صلاح حتى تعرف ربها عز وجل وتوحده.