للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[زوال البركة]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

أما بعد: عباد الله فإن من عقوبات الذنوب والمعاصي: أنها سبب لزوال البركة، فلا تجدون البركة اليوم في الرزق، ولا تجدونها في الوقت، ذهبت البركة لكثرة المعاصي في الأرض، {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} [الأعراف:٩٦]، فلو أن العباد كانوا على بساط التقوى يتقون الله عز وجل لوجدوا البركة في الزروع وفي الثمار وفي الأبدان وفي الماشية وفي الأولاد وفي الزوجات وفي الأوقات.

فكثرة المعاصي -عباد الله- تكون سبباً لزوال البركة، وجد في خزائن بني أمية حبة حنطة مثل نواة التمرة في صرة مكتوب عليها: هذا كان ينبت في زمن العدل.

وفي آخر الزمان عباد الله عندما يوفق الله عز وجل رجلاً من آل النبي صلى الله عليه وسلم اسمه كاسمه واسم أبيه كاسم أبيه، يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، فتخرج الأرض بركتها عباد الله، وتكفي الرمانة الفئام من الناس، ويستظلون بقحفتها، وتكفي اللقحة -أي: الناقة ذات اللبن- المجموعة الكبيرة من الناس، ويكون عنقود العنب وقر بعير عباد الله، فإذا طهرت الأرض من الفساد ودخل الناس في طاعة رب العباد تظهر البركات عباد الله، وتنزل عليهم من السماء، وتخرج لهم من الأرض.