إن الحمد الله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، و {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ}[الأنعام:١٣٤].
ثم أما بعد: فنتكلم اليوم إن شاء الله تعالى عن حياة البرزخ وعن حياة القبور، ونحن في زمان كثر فيه الكلام عن عذاب القبر وعن حياة القبر، والذين من شأنهم التكذيب ويكادون ينطقون بكلمة الكفر ينتظرون فرصة من أجل أن يطعنوا في أي عقيدة من عقائد الإسلام.
والإيمان بالبرزخ وبحياة القبر -عباد الله- يدخل في الإيمان باليوم الآخر.
والإيمان باليوم الآخر هو الركن السادس من أركان الإيمان، كما في حديث جبريل عليه السلام عندما سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الإيمان؟ فقال:(أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وأن تؤمن بالقدر خيره وشره).
واليوم الآخر يتضمن ما قبل يوم القيامة من الموت، ومن حياة البرزخ، ومن علامات قيام الساعة، وما يتضمنه اليوم الآخر - أي يوم القيامة - من البعث والنشور والموازين والجسر أو الصراط، وما سوى ذلك مما ثبت في كتاب الله عز وجل أو صحّت به سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو يدخل في أمور الإيمان الستة التي يجب على المؤمن أن يؤمن بها، والتي لا ينجو العبد ولا يسعد في الدنيا والآخرة حتى يؤمن بها.