[التفاضل عند الله بالأعمال لا بالأنساب]
قال صلى الله عليه وسلم: (ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه) أي: لا يساعده ولا يسرع به أن أباه أحد المشايخ أو الصالحين أو الأولياء، أو أنه من نسب النبي صلى الله عليه وسلم، قال عز وجل: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون:١٠١]، ولا ينفع نسب النبي صلى الله عليه وسلم إلا أهل الإيمان والطاعة والعمل الصالح، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كل نسب مقطوعة يوم القيامة إلا نسبي وصهري)، تزوج عمر رضي الله عنه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب قال: والله ما بي حاجة إلى الزواج، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كل نسب مقطوعة يوم القيامة إلا نسبي وصهري).
فلا ينفع نسب النبي صلى الله عليه وسلم إلا من كان من أهل الإيمان والعمل الصالح.
فهم النبي صلى الله عليه وسلم وشقيق أبيه أبو لهب ينزل فيه في الدنيا: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} [المسد:١ - ٥] فلم ينفعه نسب النبي صلى الله عليه وسلم وهو كافر، فلا ينفع نسب النبي صلى الله عليه وسلم إلا أهل الإيمان وأهل العمل الصالح، وأما سائر الأنساب فلا تنفع بحال من الأحوال، بل إن الأنساب يوم القيامة تتقطع، (فمن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه).
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يضرب الصراط على ظهري جهنم فأكون أول من يجيزها، ويمر الناس بحسب أعمالهم، فمنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كأجاويد الخيل، ومنهم من يمر كشد الرجل، أي: إسراع الرجل في المشي، ومنهم من يتلبط على بطنه فتعلق يد فيجرها، وتعلق رجل فيجرها، فيقول: يا رب! لم أبطأت بي؟ فيقول: إني لم أبطئ بك ولكن أبطأ بك عملك).
فتكون قوة مشي العبد على الصراط بحسب قوة عمله، والصراط على متن جهنم، فمنهم من يكردس في جهنم، ومنهم الناجي، ومنهم الناجي المخدوش وغير ذلك، فمن أبطأ به عمله في المرور على الصراط لم يسرع به نسبه.
فهذا الحديث النبوي الشريف يتضمن وصايا عظيمة، وأبواباً كبيرة من أبواب الخير، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه).
اللهم اهدنا فيمن هديت، وتولنا فيمن توليت، وبارك اللهم لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت.
اللهم من أرادنا والإسلام والمسلمين بعز فاجعل عز الإسلام على يديه، ومن أرادنا والإسلام والمسلمين بسوء فرد كيده في نحره، واجعل تدبيره في تدميره، واجعل الدائرة تدور عليه.
اللهم أعزنا بالإسلام قائمين، وأعزنا بالإسلام قاعدين، ولا تشمت بنا الأعداء والحاسدين.
اللهم فرج كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين، ورد غائبنا بخير وعافية يا رب العالمين! اللهم بلغنا رمضان، اللهم سلمنا إلى رمضان، وتسلمه منا متقبلاً.
اللهم انصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وانصرنا على من بغى علينا.
اللهم إنا نسألك أن تذل اليهود والأمريكان، اللهم عليك باليهود الغاصبين، والأمريكان الحاقدين، ومن والاهم من العلمانيين والمنافقين.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.