[ولاية التقوى وشرف الانتساب إليها والأمر بالتعاون عليها]
أهل التقوى عباد الله! هم أولياء الله عز وجل:{إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ}[الأنفال:٣٤]،وهم كذلك أولياء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال الله عز وجل:{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}[يونس:٦٢ - ٦٣].
فأولياء الله عز وجل هم المتقون، وهم أكرم الناس بحكم الله عز وجل وبحكم رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ليس بالحسب ولا بالنسب، وليس بالشهرة ولا بالمال والجاه والسلطان، وإنما الشرف بتقوى الله عز وجل، كما قال الله عز وجل:{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجرات:١٣].
(وسئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أكرم الناس؟ فقال: أتقاهم لله عز وجل).
فليس هناك نسب عباد الله! أشرف من نسب التقوى.
فهذا سلمان رضي الله عنه لم يكن عربياً فضلاً عن أن يكون قرشياً، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول:(سلمان منا أهل البيت).
لقد رفع الإسلام سلمان فارس وقد وضع الكفر الشريف أبا لهب فكيف رفع الإسلام سلمان فارس عباد الله حتى قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:(سلمان منا أهل البيت)؟ وكيف وضع الكفر عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبا لهب، وقد بشره الله عز وجل بالنار وهو في الدنيا، فقال عز وجل:{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ}[المسد:١ - ٥]؟ كان سلمان يقول: أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تميم من شرف التقوى عباد الله! أن الله عز وجل أمر العباد بالتعاون عليها، ونهاهم عن التعاون على ما يخالفها، فقال عز وجل:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[المائدة:٢].