والمتعلم على سبيل النجاة ينبغي له أمران: الأمر الأول: أن يبتغي بتعلمه وجه الله عز وجل؛ لما ورد في الحديث:(من طلب علماً مما يبتغى به وجه الله، لا يطلبه إلا ليصيب به عرض الدنيا، لم يجد عرف الجنة -أي: ريح الجنة- يوم القيامة).
فينبغي له أن يبتغي بتعلمه وجه الله عز وجل.
والأمر الثاني: ينبغي له أن يتعلم العلم النافع، وهو علم الكتاب والسنة، ولا يتعلم علم الكلام أو الفلسفة أو المنطق أو الكيمياء أو غير ذلك من العلوم المذمومة، ولكن يتعلم العلم النافع كما قال بعضهم: العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس بالتمويه ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين قول فقيه وقال بعضهم: كل العلوم سوى القرآن مشغلة إلا الحديث وإلا الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا وما سوى ذاك فوسواس الشياطين فيتعلم علم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة رضي الله عنهم، وحتى يكون على سبيل النجاة عليه أن يتعلم العلم النافع، ويبتغي بتعلمه وجه الله عز وجل.
ثم قال: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق.
ليس عندهم بصيرة، وليس عندهم علم، فكلما صاح بهم صائح فإنهم يتبعونه؛ لأنه ليس عندهم من العلم الذي يكشف لهم عن عوار الدعوات، وعن الأهواء والبدع.
قال بعضهم: كن عالماً أو متعلماً ولا تكن الثالث فتهلك.
فالعبد إما أن يكون عالماً أو متعلماً، ولا يكون الثالث فيهلك.