[المعجزات والتأييد الإلهي للمؤمنين في غزوة الأحزاب]
كان للصحابة رضي الله عنهم في هذه الغزوة أتم تأييد، أُيدوا بالمعجزات، وأيدوا بالكرامات، وأيدوا بريح من عند الله عز وجل، وأيدوا بملائكة من السماء، فإذا بذل المسلمون جهدهم -وإن كانت هذه الجهود قليلة بالنسبة إلى إمكانيات الكفار وأعدادهم وقوتهم وعتادهم- فإن الله عز وجل لا بد أن يؤيد جنده وينصر أولياءه.
رأى جابر رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفر الخندق وهو يربط حجراً على بطنه، فذهب إلى امرأته فقال:(رأيت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً لم أصبر عليه، فهل عندكِ شيء؟ قالت: عندنا عناق -أي: شاة- وشيء من شعير.
فقال: جهزي طعاماً.
ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: طعيم لك يا رسول الله! ولرجل أو رجلين من أصحابك، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم عن قدر هذا الطعام فأخبره، فدعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم المهاجرين والأنصار، وأمر جابراً أن يبقي اللحم في البرمة، والخبز في التنور، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم بالمهاجرين والأنصار، فذهب جابر يخبر امرأته بأن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بالمهاجرين والأنصار، فقالت: أخبرته كم صنعت فأخبرها: أن نعم)، فعلمت أنها بركة ستحصل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(ادخلوا ولا تضاغطوا) فأطعم أصحابه كلهم من هذه الشاة، ومن هذا الخبز، وبقي منه بقية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لامرأة جابر:(كلي وأطعمي، فإن الناس قد أصابتهم مجاعة).
من المعجزات في هذه الغزوة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى قصور الشام وقصور صنعاء وقصور فارس وهو يحفر الخندق قبل أن تأتي الأحزاب الكافرة.
وحذيفة رضي الله عنه يسير كأنه في حمام ساخن! تأييد إلهي ومعجزات وكرامات، فإذا بذل المسلمون وسعهم وجهدهم لا بد أن يعزهم الله عز وجل، ولا بد أن ينصرهم سبحانه.