[المؤسس الثاني للفرقة البهائية وبيان عقائدهم ومخططاتهم]
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
أما بعد: عباد الله! فإنه لما قتل علي بن محمد الشيرازي الذي كان يلقب نفسه بالباب، والذي زعم أنه أنزل عليه كتاب يسمى البيان، وقال: كما أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو أفضل من عيسى، فإن كتاب البيان هو أفضل من القرآن، فهو يزعم أنه أتى بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فهو أكمل رسالة منه، وتبعه على هذا الغباء كثير من أشباه الناس، لما قتل هذا الخبيث الفاجر رفع الراية بعده أحد أتباعه وهو يلقب بـ المرزا حسين بن علي ويلقب بـ بهاء الدين وهو ولده، وكان من كبار الصوفية، فزعم كذلك أنه عيسى بن مريم، ثم بعد ذلك ادعى النبوة، وبعد أن ادعى النبوة وتبعه على ذلك ناس زعم أنه رب وادعى الربوبية من دون الله عز وجل، وهذا الخبيث كذلك تابعه الحكام ونفوه من بلد إلى بلد، ولكن راج المذهب في حياته، ولقب بالبهائية، فالبهائية تصور للبابية.
وهذا الخبيث تلميذ الخبيث السابق، أخذ منه هذه العقائد، ولكنه دعا إلى نفسه فزعم بأنه عيسى بن مريم، ثم بعد ذلك ادعى النبوة ثم ادعى الربوبية بعد ذلك.
وهذه العقائد كما قال الله عز وجل: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} [الشعراء:٢٢١ - ٢٢٢].
فهؤلاء توحي لهم الشياطين، والشياطين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً، فالباب الخبيث الأول قد وضع على الناس من صيام رمضان، وجعل الصيام تسعة عشر يوماً، واشترط أن يكون الصيام في الربيع حتى لا يكون شاقاً على الناس، وأن يكون عيد الفطر موافقاً لعيد النيروز.
أما البهاء الخبيث فوضع على الناس كذلك بعض الصلوات وجعل الصلاة تسع ركعات في اليوم والليلة، كذلك ألغى الحج، وأوصى إذا كان لأتباعه شوكة أن يهدموا الكعبة المشرفة.
فهذه عقائد الخبثاء يلغون الحج وفي مخططاتهم لو أن لهم شوكة وقوة يهدمون الكعبة المشرفة، ويضعون من الشرائع ما يخالف شرع الله عز وجل.
والباب حرم على الناس أن يقرءوا في أي كتب غير الكتب التي ألفها، وحرم عليهم أن يقرءوا في القرآن، وأمرهم بتحريق القرآن، فكيف يكون هؤلاء من المسلمين؟! لم تقتصر عقائدهم الباطلة على ذلك عباد الله، ولكنهم قالوا: بأن الجنة والنار أمور نفسية، ومن ذلك أخذ مصطفى محمود في كتابه (التفسير العصري للقرآن) بأن الجنة والنار أمور نفسية، أي: أن أهل الجنة يفرحون؛ لأنهم يحسون أنهم متنعمون، وأهل النار يحزنون؛ لأنهم يحسون أنهم مهانون معذبون، فأين قول الله عز وجل: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [النساء:٥٦]؟ أين هذا العذاب الحسي الذي ثبت في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ كذلك أنكر البهاء لقاء الله عز وجل ويوم الجزاء، وقال: بأن يوم الجزاء عندما يلتقون به، وهذا من ادعاء الربوبية، وألغى أيضاً الاتجاه إلى الكعبة، وقال: فليتوجهوا شطري، أي: في حياتي إلى المكان الذي هو فيه في الدنيا، وبعد مماته يتوجهون إلى قبره، فهذه قبلة البهائية غير قبلة المسلمين، وتشريعهم غير تشريع المسلمين، واعتقاداتهم غير اعتقادات المسلمين.
ولهم من الكتب ما يخالف كتب المسلمين، فهو زعم أولاً أنه عيسى بن مريم، ثم ادعى الربوبية بعد ذلك، ثم ادعى النبوة بعد ذلك، ولم يقتصر فيه الأمر على ذلك حتى ادعى الربوبية.