قوله:(وحسن عبادتك) وحسن العبادة يكون نتيجة للوصول إلى درجة الإحسان، فالإحسان هو: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
ومن حسن إسلامه غفر الله عز وجل له ما مضى وما سلف من الذنوب، ومن لم يحسن إسلامه أخذ بما مضى وما بقى، يؤاخذ بالأول والآخر، ومن حسن إسلامه يكافأ الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، ولا يكافأ بالسيئة إلا بمثلها.
فالأعمال تتفاضل بحسب ما في قلوب أصحابها من تقوى لله عز وجل، فكم من قائم محروم! وكم من نائم مرحوم! هذا قام وقلبه كان فاجراً، وهذا نام وقلبه كان عامراً.
يقول أبو الدرداء: يا حبذا نوم الأكياس وفطرهم، كيف يغبنون به قيام الحمقاء وصومهم؟ والذرة من صاحب تقوى أفضل من أمثال الجبال من عبادة المغترين، والرجلان يكونان في صف واحد يكبران خلف إمام واحد في وقت واحد ويسلمان في وقت واحد وما بين صلاتيهما كما بين السماء والأرض.
كم بين أن تضرب الصلاة في وجهه وتقول له: ضيعك الله كما ضيعتني، ومن يقبل الله عز وجل صلاته ويرفعه الله عز وجل بها درجات.