للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[زهد عمر بن عبد العزيز رحمه الله وورعه]

إنه المجدد الأول لشباب الإسلام على رأس المائة الأولى، كما قال الإمام أحمد: إن الله عز وجل يقيض لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها، فنظرنا في المائة الأولى فوجدنا عمر بن عبد العزيز، ونظرنا في المائة الثانية فوجدنا الإمام الشافعي.

وتقول فاطمة بنت عبد الملك زوجة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز: قد يكون في الناس من هو أكثر صلاة وصياماً من عمر بن عبد العزيز، ولكن لم أر في الناس أحداً أخوف لله عز وجل من عمر بن عبد العزيز.

قال مالك بن دينار: تقولون مالك زاهد، إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز أقبلت عليه الدنيا فأعرض عنها.

ويقول مسلمة بن عبد الملك: دخلت على فاطمة فقلت لها: غيري قميص أمير المؤمنين - أي: عمر بن عبد العزيز وكان في مرض الوفاة - فقالت: نفعل إن شاء الله، ثم دخل في اليوم الثاني فقال: ألم آمركم أن تغيروا قميص عمر بن عبد العزيز؟! فقالت فاطمة: والله ما له قميص غيره.

ويقول غلام لـ عمر بن عبد العزيز: دخلت على مولاتي - أي فاطمة بنت عبد الملك - فغدتني عدساً، فقلت لها: كل يوم عدس؟ فقالت: هذا طعام مولاك أمير المؤمنين.

إنه خليفة المسلمين عباد الله! ولي الخلافة سنتان وخمسة أشهر غيَّر فيها منار الأرض، وملأ الأرض عدلاً بعد أن كانت قد ملئت ظلماً وجوراً.