للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[درجات الناس في الزهد]

الناس في الزهد عباد الله! على درجات: من الناس من يزهد في الدنيا هو لها هو مشته وقلبه إليها مائل، ولكنه يجاهد نفسه، فهذا لا يستحق اسم الزاهد، وإنما يسمى متزهداً.

الصنف الثاني عباد الله! من يزهد في الدنيا ويرغب في الآخرة، ولكنه يرى أنه قد ترك شيئاً، فيكون حاله كحال من ترك خزفه وأخذ جوهره، فهو يرى أنه قد ترك شيئاً.

الصنف الثالث عباد الله! من زهد في الدنيا فأعرض عنها وأراد الآخرة، ولا يرى أنه قد ترك شيئاً، ويكون حاله كحال من أراد الدخول على الملك، فمنعه كلب على باب الملك، فألقى إليه لقمة شغله بها، ثم أخذ في الدخول على الملك ونال عز اللقاء، وأخذ من الملك ما أراد.

فالدنيا عباد الله! هي كلقمة، والشيطان هو كلب على باب الملك، فمن ألقى إليه الدنيا فإنه يخلو بالملك، وينال عز الدنيا والآخرة.