أما أسباب عذاب القبر فهي إجمالاً: سخط الله عز وجل على العبد، فمن أسخط الله عز وجل في الدنيا وتمرد على شرعه عز وجل وانتهك حرماته استحق عذاب الله وسخطه عز وجل، وسينال قسطه ونصيبه من عذاب القبر، كما أن من أرضى الله عز وجل وسارع في رضاه عز وجل ومحابه فإنه ينال من نعيم القبر قبل أن ينال نعيم الآخرة، ويصير قبره روضة من رياض الجنة.
وهناك أسباب وردت بها الأحاديث، فمن ذلك: عدم الاستبراء أو الاستنزاه من البول، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(استنزهوا من البول؛ فإن عامة عذاب القبر منه).
ومن ذلك: السعي بالنميمة، والنميمة هي: نقل الكلام على سبيل الإفساد.
ومن ذلك: الجهل بالله عز وجل وبدينه، كما يقول المفرّط: لا أدري، فالجاهل يُعذّب على جهله؛ لأنه ما تعلم التوحيد وما عرف طاعة الحميد المجيد، فيُعذّب على جهله بدين الله عز وجل، وعلى جهله برسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن ذلك ما ورد في حديث سمرة: الرجل الذي يكذب الكذبة فتبلغ الآفاق، والرجل الذي ينام عن الصلاة المكتوبة أو يتعلم القرآن فلا يقوم به في الليل ولا يعمل به في النهار.
ومن ذلك: الزناة والزواني.
ومن ذلك: آكل الربا.
ومن ذلك: الغلول، يقول صلى الله عليه وسلم:(إن الشملة التي غلها لتشتعل عليه في قبره ناراً)، ومن الغلول استحلال المال العام؛ لأن الغلول سرقة من الغنيمة قبل أن تقسّم، واستحلال المال العام غصباً من أموال الناس كلهم، لأن هذا المال ليس ملكاً للحكومة ولا لرئيس الجمهورية، بل هو ملك لجميع المسلمين.
فسرقة المال العام والأخذ منه هو من الغلول ومن أسباب عذاب القبور.