فبعد ذلك يبدأ العبد بفتح أبواب النوافل لما ورد أيضاً في هذا الحديث القدسي عن أبي هريرة:(ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها)، وفي رواية:(ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته)، فبعد أن يزكي العبد نفسه بالتوحيد وأداء فرائض الله عز وجل يزكي نفسه بكثرة النوافل فيفتح على نفسه أبواب النوافل نوافل الصلاة ونوافل الصيام ونوافل الحج والعمرة ونوافل الصدقات بعد أداء الزكاة الواجبة ونوافل الذكر والدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
قال العلماء: ما بال النوافل كانت هي السبب الموصل إلى محبة الله عز وجل دون الفرائض؟ قيل: لأن العبد يفعل الفريضة مخافة العقوبة ورجاء الأجر، أما النافلة فإنه يفعلها بإخلاص نية التحبب إلى الله عز وجل فهو إذا لم يؤد الفرض متعرض للعقوبة، ولكن النافلة ليست هناك عقوبة في تركها، فلما خلصت النية في النوافل كانت النوافل هي السبب الموصل إلى محبة الله عز وجل دون الفرائض، فطريق التزكية بالتوحيد ثم بأداء الفرائض ثم بالتحبب والتقرب إلى الله عز وجل بالنوافل المشروعة لتزكية النفس.