(احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك) أو (تجده معك)، وهذه المعية هي المعية الخاصة؛ لأن المعية معيتان: معية عامة، قال تعالى:{مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ}[المجادلة:٧]، وقوله عز وجل:{وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}[الحديد:٤]، فهذه هي المعية العامة، وهي أن الله عز وجل مع الناس بسمعه وبصره وعلمه وقدرته وإحاطته، وهذه المعية تستوجب الحذر والمراقبة والخوف من الله عز وجل.
أما المعية الخاصة: فهي معيته للأنبياء والأولياء والمتقين، قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}[النحل:١٢٨]، وقال تعالى:{لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}[التوبة:٤٠]، وقال سبحانه:{إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى}[طه:٤٦]، فهذه تستلزم من العبد الأنس بالله عز وجل، والاستغناء والتقوّي به.
كما أرسل أحد السلف إلى أخيه يقول له: أما بعد: إذا كان الله معك فمن تخاف؟ وإذا كان عليك فمن ترجو؟ فمن كان الله معه كانت معه الفئة الغالبة.