ذهب سلام بن مشكم وكنانة بن الربيع وغيرهم من اليهود الذين هم سبب كل حرب وسبب كل شر وفساد، ذهبوا إلى قريش لميعاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع أبي سفيان، وكانا قد تواعدا على اللقاء في العام المقبل، وكانت غزوة أحد في شوال من السنة الثالثة، وخرج أبو سفيان لميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال من السنة الرابعة، ولكنها كانت سنة مجدبة، فخطب الناس وقال: إنه لا يصلحكم إلا عام خصيب ترعون فيه الشجر وتشربون فيه اللبن، وقال: إني راجع فارجعوا، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد خرج لميعاد أبي سفيان ثم عاد إلى المدينة مرة ثانية لما بلغه أن أبا سفيان عاد إلى مكة، فأراد اليهود أن يثيروا الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ رغبة في أن يستأصلوا شوكة المسلمين، وأن يبيدوا خضراء المسلمين، فاستجابت لهم قريش، وخرج (٤٠٠٠) من قريش على رأسهم أبو سفيان بن حرب، ثم ذهبوا إلى قبائل العرب، فأجابتهم قبائل العرب الكافرة، وخرج (١٠٠٠٠) مقاتل يقصدون مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ من أجل أن يقضوا على الإسلام وأهله، ومن أجل أن يستأصلوا شأفة المسلمين.