للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حدثنى أبو مالك رب هذه الدار قال: سمعت أبا برزة الأسلمى يقول: كنا جلوسًا حول النبى - صلى الله عليه وسلم - فسمعنا غناء، فتشرفنا له فقام رجل فاستمع، ثم رجع، فقال: يا رسول الله هذا معاوية وعمرو بن العاص يتغنيان وأحدهما يجيب صاحبه يقول:

لا يزال جوادى تلوح عظامه ... زوى الحرب عنه أن يجن فيقبرا

فرفع النبى - صلى الله عليه وسلم - يديه فقال: "اللهم أركسهما فى الفتنة ركسًا ودعهما إلى النار دعًا" (١).


وقال أحمد: حديثه ليس بذلك. وحديثه عن إبراهيم، يعنى فى الرايات، ليس بشئ.
وذكر هذا الحديث قال: ابن فضيل، حدثنا يزيد، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أبى برزة قال: تغنى معاوية، وعمرو بن العاص: فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: وساق الحديث وقال الذهبى: غريب منكر.
(١) ذكره ابن حجر فى المطالب العالية (٤/ ١٥٦) برقم (٤٢٢٦، ٤٢٢٥): قال أبو برزة: كنا مع النبى - صلى الله عليه وسلم - فى سفر فسمع رجلين وأحدهما يقول لصاحبه: فذكر شعرًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من هذا"؟ فقيل له: فلان وفلان، فقال: "اللهم أركسهما فى الفتنة ركسا ودعهما إلى النار دعًا".
قال ابن حجر: هما لأبى يعلى.
وقال المحقق: الحديث أخرجه أحمد والبزار وفى إسناد الجميع يزيد بن أبى زياد، قال الهيثمى: الأكثر على تضعيفه. وذكره الهيثمى فى مجمع الزوائد: (٨/ ١٢١) كتاب الأدب باب ما جاء فى الشعر والشعراء وساق الحديث وقال: رواه أحمد والبزار وقال أى البزار: نظر إلى رجلين يوم أحد يتمثلان بهذا الشعر فى حجرة، وأبو يعلى بنحوه وفيه يزيد بن أبى زياد والأكثر على تضعيفه.
وساقه عن المطلب بن ربيعة وليس فيه ذكر عمر ولا معاوية وقال: رواه الطبرانى فى الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم.
وساقه عن ابن عباس وعزاه أيضا الطبرانى، وقال: وفيه عيسى بن سوادة النخعى كذاب.
وذكر بلفظه ابن حجر فى المطالب أيضا برقم (٤٢٢٦).
وذكره ابن عراق فى تنزيه الشريعة (٢/ ١٦) وقال: رواه أبو يعلى من طريق يزيد بن أبى زياد ولا يصح، يزيد كان يلقن بآخره فيتلقن، وعقب بأن هذا لا يقتضى وضع حديثه، والحديث رواه الإمام أحمد فى مسنده وله شاهد من حديث ابن عباس أخرجه الطبرانى.
قلت: وشاهده هذا فيه كذاب، وهو عيسى بن سوادة النخعى، قال الهيثمى: كذاب. وهذا يضعه فى مرتبة الوضع والكذب: وقال وروى ابن قانع فى معجمه من حديث شقران: بينما نحن ليلة فى سفر إذ سمع النبى - صلى الله عليه وسلم - صوتا فقال: "ما هذا" فذهبت أنظر فإذا معاوية بن رافع، وعمرو بن رفاعة بن التابوت، ومعاوية بن رافع يقول: هذا الشعر:
لا يزال جوادى تلوح عظامه ... زوى الحرب عنه أن يموت فيقبرا
فأتيت النبى - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فقال: "اللهم أركسهما ركسا ودعهما إلى نار جهنم، فمات عمرو بن رفاعة قبل أن يقدم النبى - صلى الله عليه وسلم - من ذلك السفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>