للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أصبح الأعمش جعل يقول: ومن مثل الحسن، وجعل يمدحه. فقيل له: كنت تقول بالأمس كذا وتقول اليوم كذا. فقال: حدثني أبي وائل، عن عبد الله، إن القلوب جبلت على حب من أحسن إليها (١).

عمرو بن الحسن، حدثنا محمد، يعني ابن علي بن حمزة، حدثنا هشام، قال: سمعت وكيعًا وأبا بكر بن عياش فقالا: كان الأعمش يلبس قميصه مقلوبًا ويقول: الناس مجانين يجعلون الخش مما يلي جلودهم (٢).

قال أبو بكر: ورأيت عليه جبة فرو مقلوبة، صوفها إلى خارج، وأصابنا مطر فمررنا

بكلب فنبح علينا، فقال الأعمش: ليته لا يحسب أنى شاة (٣).

عمرو: حدثنا محمد، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، عن ابن عيينة، قال: قال الأعمش: إنما عمشت من كثرة ما بال الشيطان في أذنى (٤).

ابن أبي خيثمة، حدثنا ابن الأصبهانى، أخبرنا محمد بن أبي عبيدة المسعودي، حدثني أبي، عن الأعمش، قال: خرج إبراهيم التيمي ممتارًا، فلم يقدر على طعام، فرأى سهلاة حمرًا فأخذها، ثم رجع إلى أهله فقالوا: ما هذا؟ فقال: هذه حنطة، فكان إذا زرع منها


(١) فيه أبو الصلت: متروك، وذكره الذهبي في "الميزان" من طريق: بكار بن أسود، حدثنا إسماعيل ابن أبيان قال: بلغ الحسن بن عمارة أن الأعمش يقع فيه، فبعث إليه بكسوة، فلما كان بعد ذلك مدحه الأعمش وروى حديثا: "إن القلوب جبلت على حب من أحسن إليها".
(٢) أورده الذهبي في "السير" (٦/ ٢٢٨): وقال عبد الله الحزيبى: ما خلف الأعش أعبد منه، وقال ابن عيينة: رأيت الأعمش لبس فروًا مقلوبًا وبتا تسيل خيوطه على رجليه، ثم قال: أرأيتم لولا أنى تعلمت العلم من كان يأتينى لو كنت بقالاً؟ كان يقدر الناس أن يشتروا مني. وفي (٦/ ٢٤٤): ويقال: إن الأعمش كان ربما خرج إليهم وعلى كتفه مئزر العجين، وإنه لبس مرة فروًا مقلوبًا فقال له قائل يا أبا محمد لو لبستها وصوفها إلى الداخل كان أدفأ لك.
قال: كنت أشرف على الكبش بهذه المشورة. وذكر أيضًا (٦/ ٢٤٥) بسنده إلى حفص بن غياث قال: أتيت أنا وصاحب لي إلى الأعمش نسمع منه، فخرج إلينا وعليه فروة مقلوبة به قد أدخل رأسه فيها فقال لنا: تعلمتم السمت؟ تعلمتم الكلام؟ أما والله ما كان الذين مضوا هكذا وأجاف الباب أو قال: يا جارية أجيفى الباب، ثم خرج إلىنا فقال: هل تدرون ما قالت الأذن؟ قالت: لولا أنى أخاف أن أقمع بالجواب، لطلت الجواب كما يطول الكساء.
قال حفص: فكم من كلمة أغاظنى صاحبها منعنى أن أجبه قول الأعمش.
وذكره أبو نعيم في حلية الأولياء بسنده إلى أبي بكر بن عياش (٥/ ٥١).
(٣) لم أقف على هذا.
(٤) ذكره الذهبي في "السير" (٦/ ٢٣٢): حدثنا محمد بن يزيد، حدثنا أبو خالد ذكر الأعمش يعني حديث: "ذاك بال الشيطان في أذنه". فقال: ما أرى أنى عمشت إلا من كثرة ما يبول الشيطان في أذنى. وما أظنه فعل هذا قط. قال الذهبي: يريد أن الأعمش كان صاحب ليل وتعبد.

<<  <  ج: ص:  >  >>