للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

معمّر، عن الزهرى، أما إنك لو سكت لكان خيرًا لك (١).

ابن أبى خيثمة، حدثنا أبو الفتح قال: سُئل سفيان بن عيينة عن الصلاة خلف القدرى فقال: إن وجدت من تصلى خلفه اغيره فهو أحب إلىّ، وإن صليت خلفه فلا بأس (٢).

هذا أبقاك الله، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: "القدرية مجوس هذه الأمة" (٣).

قال الواقدى: روى سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن سليمان بن يسار،


(١) لم أقف عليه.
(٢) لم أقف عليه وفيه أبو الفتح ذكره ابن أبى حاتم فى الجرح والتعديل (٩/ ٤٢٦) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً.
وأما إذا سلمنا جدلاً بأن هذه فتوى لابن عيينة، فهى فتوى حال لا يمكن لأى من المجتهدين أن يحكم بصحتها أو ببطلانها؛ لأنه لم يكن فى مثل حال ابن عيينة فى وقت هذه الفتوى، فلعل السائل جاهلا لا يحسن الصلاة، ولو لم يصل خلف هذا لما صلى فترك الصلاة، فهذا وإن كان صاحب بدعة شنيعة فهو أقل ضررًا من الكفر المتمثل فى ترك الصلاة، ولعل هناك سبب آخر وقته نجهله على الرغم من أن الصلاة خلف هذا القدرى غير جائزة، ولكن استدلال المؤلف بهذا الحديث فى غير محله فالحديث ضعيف.
وهذه الفتوى وجميع فتاوى الأئمة السابقين إنما هى فتوى حال إن كانت مثل ذلك والله أعلم ولا يجوز العمل بها.
(٣) أخرجه أبو دواد "كتاب السنة" "باب فى القدر" برقم (٤٦٩١) من طريق: موسى بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز بن أبى حازم، قال: حدثنى. بمنى عن أبيه، عن ابن عمر.
ومن طريق: محمد بن أبى كثير، أخبرنا سفيان، عن عمر بن محمد عن عمر مولى غفرة، عن رجل من الأنصار عن حذيفة، بنحوه. وذكره ابن عراق فى تنزيه الشريعة وعزاه لأبى نعيم من حديث أنس بلفظ: "القدرية والمرجئة: والروافض والخوارج يسلب منهم ربع التوحيد فيلقون الله كفارًا خالدين فى جهنم". وقال: وفيه أبو عباد الزاهد وعنه محمد بن يحيى بن رزين فأحدهما وضعه.
وقال الخطابى: إنما جعلهم مجوس هذه الأمة لمضاهاة مذهبهم مذهب المجوس من قولهم بالأصلين: النور، والظلمة، يزعمون أن الخير من فعل النور، والشر من فعل الظلمة، فصاروا ثنوية، وكذلك القدرية يضيفون الخبر إلى الله عز وجل والشر إلى غير خلقًا وإيجادًا. والقدرية هى المعتزلة منسوبون إلى القدر لإنكارهم له وهم فرقتان فرقة زعمت أن الله سبحانه لم يقدر الأشياء ولم يتقدم علمه بها، وإنما يعلمها بعد وقوعها. قال النووى وغيره: وكذبوا على الله سبحانه وتعالى عن أقوالهم الباطلة علوًا كبيرًا. فسميت قدرية لإنكارهم القدر، وقد أنقرضت هذه الفرقة، وصارت القدرية فى الأزمان المتأخرة تعتقد إثبات القدر، ولكن تقول: الخير من الله والشر من غيره أ. هـ.
قلت: والأحاديث التى رويت فى هذا الأمر ضعيفة وحديث أبى داود ضعيف وفيه انقطاع. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>