قال أبو عيسى: وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث؟ فقال: حديث سفيان فى هذا أصح من حديث شعبة، قال: وروى العلاء بن صالح الأسدى، عن سلمة بن كهيل نحو رواية سفيان. (١) أيد هذا القول الشيخ شاكر فى شرح سنن الترمذى فى الموضع السابق قائلاً: خطأ شعبة فى روايته إنما هو فى قوله "خفض بها صوته"؛ لأن سفيان رواه فقال: "ومد بها صوته". وقد تابعه على ذلك العلاء بن صالح، عن سلمة بن كهيل، كما رواه الترمذى هنا، وتابعه أيضاً محمد بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، كما نقل الحافظ فى "التلخيص" عن الدارقطنى، وأيده أيضاً رواية عبد الجبار بن وائل عن أبيه التى ذكرنا أنفاً. أما تكنيته حجراً بأبى العنبس: فيحتمل أن لا يكون خطأ، وأن يكون لحجر كنيتان. وأما زيادة "علقمة بن وائل" في الإسناد فليست خطأ أيضاً، بل هى صواب، لأن حجراً سمع الحديث من علقمة ومن أبيه معا، فقد رواه الطيالسى فى مسنده رقم (١٠٢٤). عن شعبة، قال: أخبرنى سلمة بن كهيل قال: سمعت حجراً أبا العنبس قال: سمعت علقمة بن وائل يحدث عن وائل وقد سمعت من وائل: أنه صلى .... الخ، وكذلك رواه أبو مسلم الكجى فى سننه من طريق شعبة كما نقل الحافظ فى التلخيص (٩٠). (٢) لم يكن شعبة وحده من قال قولاً طيباً فى حق جابر الجعفى، فقد ذكر الذهبى فى "الميزان" أقوالاً منها: قال وكيع: ما شككتم فى شئ فلا تشكوا أن جابراً الجعفى ثقة. وقال ابن عبد الحكم: سمعت الشافعى يقول: قال سفيان الثورى لشعبة: لئنٍ تكلمت فى جابر الجعفى لأتكلمن فيك. قال ابن مهدى عن سفيان: كان جابر الجعفى ورعاً فى الحديث، ما رأيت أورع منه فى الحديث. وذكر أيضاً قول شعبة فيه. قال شعبة: صدوق، وقال يحيى بن أبى بكير عن شعبة: كان جابر إذا قال أخبرنا، وحدثنا وسمعت، فهو من أوثق الناس. انظر: "ميزان الاعتدال" (١/ ٣٨٠). (٣) سبق هذا القول وذكرت قول الذهبى فيه.