للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صيَّرها طاقًا فوق طاق وركَّب بعضها على بعض، قال: ورواه بعضهم بتشديد الرَّاء للتكثير، والأوّل أشهر.

وقال الخطّابي: المطرقة هي التي (قد عدّلت) (١) بطراق (٢)، وهو الجلد الذي يغشاه، شبّه وجوههم في عرضها ونتوء وجناتها، بالترس الذي ألبس الأطرقة.

وقال البيضاوي: شبَّه وجوههم بالترس لبسطها وتدويرها، وبالمطرقة لغلظها وكثرة لحمها.

وقال القاضي عياض في المشارق: الصواب فيه: "المطرّقة"، بفتح الطَّاء وتشديد الراء.

قال ابن دحية: وقال لي شيخنا أبو إسحاق الحصري اللَّغوي: بل الصواب فيه المطرقة بسكون الطاء وفتح الرَّاء

(يلبسون الشعر) وفي الحديث الذي يليه (نعالهم الشعر) قال القرطبي في التذكرة: أي يصنعون من الشّعر حبالًا ويصنعون منها نعالًا كما يصنعون منه ثيابًا، هذا ظاهره، ويحتمل أن يريد بذلك أن شعورهم كثيفة طويلة، فهي إذا سدلوها كاللّباس وذوائبها لوصلوها إلى أرجلهم كالنّعال، والأوّل أظهر. قال ابن دحية (٣): وإنَّما كانت نعالهم من ضفائر الشعر أو من جلود مشعرة، لما في بلادهم من الثلج العظيم الذي لا يكون في بلد كبلادهم، ويكون من جلد الذئب وغيره، قال: وقوله يلبسون الشعر، إشارة إلى الشرابيش التي تدار عليها بالقندس، والقُندس كلب الماء وهو من ذوات الشعر كالمعز، وذوات الصوف الضأن (٤)، وذوات الوبر كالإبل. (ذلف الآنف) قال القرطبي: أي غلاظها، ويروى بالدّال المهملة، والمعجمة أكثر.


(١) في ج: "تحولت"، وفي معالم السنن: "قد عليت".
(٢) في معالم السنن: "طارق".
(٣) في ب: "ابن وجيه".
(٤) في ج: "كالضأن".

<<  <  ج: ص:  >  >>