للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال في النهاية: هو جمع أذلف كأحمر وحمر، والذَّلَف بالتحريك قصر الأنف وانبطاحه، وقيل ارتفاع طرفه مع صغر أرنبته، والآنُف جمع قلّة للأنف، وضع موضع جمع الكثرة، ويحتمل أنَّه قلّلها لصغرها. انتهى.

(يقاتلكم قوم صغار الأعين - يعني الترك - قال: تسوقونهم ثلاث مرار حتى تلحقونهم بجزيرة العرب) إلى قوله (وأمّا في الثّالثة فيصطلمون) أي: يستأصلون، من الصلم وهو الفطع المستأصل، زاد أحمد في مسنده: "قالوا: يا نبيّ الله من هم؟ قال: االترك، أما والذي نفسي بيده ليربطنّ خيولهم إلى سواري مساجد المسلمين"، قال: وكان بريدة لا يفارقه بعيران أو ثلاثة ومتاع السفر والأسقية، يعذ ذلك للهرب، ممَّا سمع من النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من البلاء من الترك".

قال الحافظ أبو الخطَّاب بن دحية: قد وقع ذلك على نحو ما أخبر به - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فخرج في سنة سبع عشرة وستمائة جيش من الترك يقال لهم: التتر، عظم البلاء بهم، ولا شك أتهم هم المنذر بهم في الحديث، وأن لهم ثلاث خرجات يصطلمون في الأخيرة منها.

قال القرطبي في التذكرة: قد كملت خرجاتهم، فخرجوا على العراق الأوّل والثاني، وخرجوا في هذا الوقت على العراق الثّالث، بغداد وما اتصل بها، فقتلوا جميع من فيها من الملوك والعلماء والعتاد، وعبروا الفرات إلى حلب والشام، فخرج إليهم من مصر الملك المظفر فقتل منهم عددًا كثيرًا ورجعوا منهزمين.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>