للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(فيدقّ الصليب) أي: يكسره (ويقتل الخنزير) قال الخطّابي: معناه تحريم اقتنائه وأكله.

وقال غيره: أي يبطل دين النصرانية بأن يكسر الصليب حقيقة، ويبطل ما يزعمه النَّصارى من تعظيمه، ووقع في الأوسط للطبراني "ويقتل الخنزير والقرد"، وإسناده لا بأس به.

قلت: وظهر لي في مناسبة ذلك أنَّها من مسخ بني إسرائيل.

(ويضع الجزية) قال الخطّابي: معناه أنَّه يضعها على أهل الكتاب ويحملهم على الإسلام ولا يقبل منهم غيره.

وقال في النهاية: أي يحمل الناس على دين الإسلام فلا يبقى ذمّي تجري عليه الجزية، وقيل أراد أنَّه لا يبقى فقير، لاستغناء النَّاس بكثرة الأموال فتوضع الجزية وتسقط، لأنَّه إنَّما شرعت لتردّ في مصالح المسلمين وتقوية لهم، فإذا لم يبق محتاج لم تؤخذ.

وقال القاضي عياض: يحتمل أن يكون المراد بوضع الجزية تقريرها على الكفار من غير محاباة، وتكون كثرة المال بسبب ذلك، وتعقبه النووي فقال: الصواب أنَّ عيسى لا يقبل إلَّا الإسلام، ويؤيده أن في رواية أحمد "وتكون الدَّعوة واحدة" ثمَّ قال النووي: ومعنى وضع عيسى الجزية مع أنَّها مشروعة في هذه الشريعة، لكن مشروعيتها مقيدة بنزول عيسى، لما دل عليه هذا الخبر، وليس عيسى بناسخ لحكم الجزية، بل نبيّنا - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هو المبيّن لغايتها بقوله هذا.

(ويهلك المسيح الدجّال) زاد أحمد "ثمَّ تقع الأمنة على الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل، والنّمار مع البقر، والذئاب مع الغنم ويلعب الصبيان بالحيَّات".

(فيمكث في الأرض أربعين سنة) قال الحافظ عماد الدين بن كثير: يشكل عليه ما ثبت في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو أنَّه يمكث في الأرض سبع سنين، قال: اللَّهم إلَّا أن تحمل هذه السَّبع على مدَّة إقامته

<<  <  ج: ص:  >  >>