للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(عن ابن عمر أنّ النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرَّ بابن صياد) (١) الحديث قال الخطّابي: اختلف الناس في أمر ابن صيّاد، وأشكل أمره حتى قيل فيه كلّ قول، وقد سئل عن هذا فقيل؟ كيف يقارّ (٢) رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رجلًا يدّعي النبوة كاذبًا، ويتركه بالمدينة يساكنه في داره ويجاوره فيها، وما معنى ذلك، وما وجه امتحانه إياه بما جاء به من آية الدخان، وقوله بعد ذلك اخسأ فلن تعدو قدرك، قال: والذي عندي أنَّ هذه القصة إنّما جرت معه أيَّام مهادنة رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اليهود وحلفائهم، وذلك أنَّه بعد مقدمه المدينة كتب بينه وبين اليهود كتابًا صالحهم فيه على أن لا يهاجوا، وأن يتركوا على أمرهم، وكان ابن صياد منهم أو دخيلًا (٣) فيهم، وكان بلغ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خبره وما يدّعيه من الكهانة وما يتعاطاه من الغيب، فامتحنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بذلك ليزور به أمره ويخبر شأنه، فلمَّا كلَّمه علم أنَّه مبطل وأنَّه من جملة السَّحرة أو الكهنة، أو ممَّن يأتيه رئي من الجنّ، أو يتعاهده شيطان فيلقي على لسانه بعض ما يتكلَّم به،


(١) في سنن أبي داود المطبوع: "صائد".
(٢) كذا في الأصل، وفي معالم السنن: "يقرّ".
(٣) في أ: "رجلا".

<<  <  ج: ص:  >  >>