للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جميعا: "الدجّال ليس هو بإنسان وإنَّما هو شيطان موثّق بسبعين حلقة في بعض جزائر اليمن، لا يعلم من أوثقه سليمان عليه السلام أو غيره، فإذا آن ظهوره قدّ الله محنه كلّ عام حلقة، فإذا أبرز أتته أتان عرض ما بين أذنيها أربعون ذراعًا، فيضع على ظهرها منبرًا من نحّاس ويقعد عليها، ويتبعه قبائل الجنّ يخرجون له خزائن الأرض".

وذكر ابن وصيف المؤرّخ: الدَّجال من ولد شِقّ الكاهن المشهور، قال: ويقال بل هو شق نفسه، أنظره الله وكانت أمّه جنيّة فأخذه سليمان فحبسه في جزيرة من جزائر العرب.

قال الحافظ ابن حجر: وأقرب ما يجمع به بين ما تضمّنه حديث تميم وكون ابن صيَّاد هو الدجّال بعينه هو الذي شاهده تميم موثوقًا، وأنَّ ابن صيّاد شيطان تبدا في صورة الدجّال تلك المدة إلى أن توجّه إلى أصبهان فاستقرّ مع قرينه إلى أن تجيء المدّة التي قدّر الله خروجه فيها. وأخرج أبو نعيم في تاريخ أصبهان عن كعب الأحبار قال: لم ينزل خبر الدجّال في التوراة والإنجيل وإنَّما هو في بعض كتب الأنبياء. قال الحافظ ابن حجر: وأخلق بهذا الخبر أن يكون باطلًا، فإن في الحديث الصَّحيح أن كلّ نبيّ قبل نبيّنا أنذر قومه الدجّال.

قلت: لا منافاة، فلا يلزم من إنذارهم به نزول خبره في التوراة والإنجيل، فهذا القرآن الذي هو أجلّ الكتب قدرًا وأجمعها لكلّ شيء لم ينزل فيه خبر الدجّال صريحًا وإنَّما أنذر به - صلى الله عليه وسلم - في سنّته، فكذلك يكون الإنذار به من الأنبياء في أحاديثهم دون الكتب المنزلة من الله، وقد ذكر أنّ عدم التصريح به في القرآن لحكمة وهي الاستهانة (١) به والتحقير لشأنه.


(١) في ب يمكن قراءتها: "الأسخرية".

<<  <  ج: ص:  >  >>