للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العسقلاني ثنا عبد الرزاق أنا بشر بن رافع عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة (١) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المؤمن غرّ كريم والفاجر خِبّ لئيم").

هذا أحد الأحاديث التي انتقدها الحافظ سراج الدّين القزويني على المصابيح وزعم أنّه موضوع، وقال الحافظ ابن حجر في ردّه عليه: قد أخرجه الحاكم من طريق عيسى (٢) بن يونس عن سفيان الثوري عن حجاج بن فرافصة عن يحيى بن أبي كثير به موصولًا، وقال: أسنده المتقدّمون من أصحاب الثوري، وحجّاج قال ابن معين: لا بأس به (٣)، ولم يحتجّ الشيخان ببشر ولا بحجّاج، قال الحافظ: بل حجّاج ضعّفه الجمهور، وبشر بن رافع أضعف منه، ومع ذلك لا يتّجه الحكم عليه بالوضع لفقد شرط الحكم (٤) في ذلك. انتهى.

وقال الحافظ صلاح الدّين العلائي: بشر بن رافع هذا ضعّفه أحمد بن حنبل، وقال ابن معين ليس به بأس، وقال ابن عديّ: لم أجد له حديثًا منكرًا، وقد أخرجه البيهقي في الأدب من طريق أبي داود (الثانية) (٥) فقال عن حجّاج بن فرافصة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة به، فتعيّن المبهم في رواية أبي داود أنّه يحيى بن أبي كثير المتفق عليه، وحجّاج هذا قال فيه ابن معين: لا بأس به، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال أبو حاتم: هو شيخ صالح متعبّد، وقال أبو زرعة: ليس بالقويّ، وتوثيق الأوّلين مقدّم على هذا الكلام، وحصلت برواية حجّاج هذا المتابعة لبشر بن رافع في الحديث، وخرج به عن الغرابة التي ذكرها الترمذي، وعن قول البخاري بشر هذا لا يتابع في حديثه، وكأنَّه يعني غالبًا، والحديث بروايتهما لا ينزل عن درجة الحسن. انتهى.


(١) هنا في سنن أبي داود المطبوع زيادة: "رفعاه جميعًا".
(٢) في ج: "يحيى".
(٣) هنا في أبعد هذا: "قال".
(٤) في أ: "الحاكم".
(٥) غير موجود في أ، وفي ج: "والثانية".

<<  <  ج: ص:  >  >>