(المؤمن غرّ كريم والفاجر خبّ لئيم) قال الخطّابي: معنى هذا الكلام أنّ المؤمن المحمود هو من كان طبعه وسيمته الغرارة وقلّة الفطنة للشرّ وترك البحث عنه، وأنّ ذلك ليس منه جهلًا لكنّه كرم وحسن خلق، وأنّ الفاجر هو من كان عادته الخبّ والدّهاء والوغول في معرفة الشرّ، وليس ذلك منه عقلًا لكنه خبّ ولؤم.
وقال في النهاية: قوله: "غرّ" أي ليس بذي مكر فهو ينخدع لانقياده ولينه، وهو ضدّ الخبّ، والخبّ بالفتح الخدّاع والذي يسعى بين الناس بالفساد، وقد تكسر خاؤه، فأمّا المصدر فبالكسر لا غير.
(إنّ الله لا يحبّ الفاحش المتفحّش) قال الخطّابي: أصل الفحش زيادة الشيء على مقداره، يقول - صلى الله عليه وسلم - إنّ استقبال المرء صاحبه بعيوبه إفحاش، والله لا يحبّ الفحش، ولكن الواجب أن يتأتّى له ويرفق به، ويكني في القول ويُوَرّي ولا يُصرِّح.
وقال في النهاية: الفاحش ذو الفحش في كلامه وفِعاله، (والمتفحّش الذي يتكلّف ذلك ويتعمّده)(١).
***
(١) في ج: "والمتفحش الذي يتكلف في كلامه وفعاله والتفحش الذي يتكلف ذلك ويتعمده".