وقال التّاج بن مكتوم في تذكرته: قد أبدى بعض شارحي الحديث المتكلِّمين على معانيه في ذلك معنًى حسنًا، وهو أنّ النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أقام يوحى إليه في المنام ستّة أشهر، وأقام بعد ذلك يوحى إليه في اليقظة ثلاثًا وعشرين سنة، وستّة أشهر من ستة وأربعين جزءًا من ثلاث وعشرين سنة.
قال: وهذا المعنى حسن التنزيل على هذا اللفظ، وأقرب مأخذًا ممّا قيل في ذلك.
(إذا اقترب الزّمان) قيل المراد قرب زمان السَّاعة ودنوّ وقتها، وقيل المراد اعتداله واستواء اللَّيل والنهار، والمعبّرون يزعمون أنّ أصدق الرّؤيا ما كان في أيَّام الرَّبيع ووقت اعتدال اللَّيل والنَّهار، وقال الفارسي في مجمع الغرائب: يحتمل أنَّه عبارة عن قرب الأجل، وهو أنّ يطعن المؤمن في السن ويبلغ أوان الكهولة والمشيب، فإنَّ رؤياه أصدق لاستكماله تمام الحلم والأناة وقوَّة النَّفس.