(الرؤيا على رجل طائر) قال الخطّابي: هذا مَثَل، ومعناه أنَّها لا يستقرّ قرارها ما لم تعبَّر.
وقال في النهاية: أي: أنَّها على رِجْل قَدَرٍ جَارٍ، وقَضاءٍ ماضٍ من خير أو شرّ، وأنَّ ذلك هو الذي قسّمه الله لصَاحبها، من قولهم اقتسموا دارًا فطار سهم فلان في ناحيتها، أي: وقع سهمه وخرج، وكل حركة من كلمة أو شيء يجري لك فهو طائر، والمراد أنَّ الرؤيا هي التي يعبَّر بها (١) المعبّر الأوّل، فكأنّها كانت على رجل طائر فسقطت ووقعت حيث عبَّرت، كما يسقط الذي يكون على رجل الطائر بأدنى حركة.
(ولا تقصَّها إلّا على وادّ) بتشديد الدّال، اسم فاعل من الودّ.
(أو ذي رأي) قال الخطّابي: قال أبو إسحاق الزَّجاج: الوادّ لا يحب أنّ يستقبلك في تفسيرها إلَّا بما تحبّ، وإن لم يكن عالمًا بالعبارة، ولم يعجل لك بما يغمّك، لأنَّ تعبيرها يزيلها عما جعلها الله عليه، وأمَّا ذو الرأي فمعناه ذو العلم بعبارتها، فهو يخبرك بحقيقة تفسيرها، أو بأقرب ما يعلم منها، فلعلّه أنّ يكون في تفسيره موعظة تردعك عن قبيح أنت عليه، أو يكون فيها بُشرى فتشكر الله تعالى على النّعمة فيها.
(الرؤيا من الله والحلم) بضمّ الحاء وسكون اللَّام.
(من الشيطان) قال الزركشي: هذا تصرَّف شرعي بتخصيص الرُّؤيا بما يراه من الخير، والحلم من الشرّ، وإن كانا في أصل اللغة لما يراه النائم.