وقال في النّهاية: الرّؤيا والحلم عبارة عمّا يراه النائم في نومه من الأشياء، لكن غلبت الرّؤيا على ما يراه من الخير والشيء الحسن، وغلب الحلم على ما يراه من الشرّ والشيء القبيح، ويستعمل كلّ واحد منهما موضع الآخر، قال: وتضمّ لام الحلم وتسكن.
وقال ابن الجوزي: الرّؤيا والحلم واحد، غير أنَّ صاحب الشّرع خصَّ الخير باسم الرّؤيا، والشرّ باسم الحلم.
(فإذا رأى أحدكم شيئًا يكرهه فلينفث عن يساره) قال عياض: أمر به طردًا للشيطان الذي حضر الرّؤيا المكروهة، تحقيرًا له واستقذارًا، وخصَّت بها اليسار لأنَّها محلّ الأقذار ونحوها.
(ثمَّ ليتعوّذ من شرِّها) قال الحافظ ابن حجر: ورد في صفة التعوّذ من شرِّ الرّؤيا أثر صحيح، أخرجه سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد الرزاق بأسانيد صحيحة عن إبراهيم (١) النخعي قال: إذا رأى أحدكم في منامه ما يكره، فليقل إذا استيقظ: أعوذ بما عاذت به ملائكة الله ورسله من شرّ رؤياي هذه أن يصيبني فيها ما أكره في ديني ودنياي.
(من رآني في المنام فسيراني في اليقظة) بفتح القاف، قال الشّيخ أكمل الدّين في شرح المشارق: هو بالنسبة إلى الإخبار بالغيب يكون بشرى لرؤيتهم إياه عليه الصَّلاة والسلام يوم القيامة وهو تأويله، وسمّى ذلك يقظة لأنَّها هي اليقظة الحقيقية، وذلك لا ينافي أنّ يكون تأويله بالنسبة إلى أمر الدنيا، حصول خير ودين وغير ذلك ممّا يأوّل به.