للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على تدبيرها ولا على جلب ما ينفعها إليها، ولا دفع ما يضرّها عنها (وفوّضت أمري إليك) أي: توكّلت عليك في أمري كلّه (وألجأت ظهري إليك) أي: اعتمدت في أموري عليك لتعينني على ما ينفعني لأنّ من استند إلى شيء تقوّى به واستعان، وخصَّه بالظهر لأنَّ العادة جرت أنّ الإنسان يعتمد بظهره إلى ما يستند إليه (رغبة ورهبة (١) إليك) أي: رغبة في رفدك وثوابك، ورهبة أي: خوفًا من غضبك وعقابك، قال ابن الجوزي: أسقط "من" مع ذكر الرغبة، وأعمل إلى مع ذكر "الرهبة" وهو على طريق الاكتفاء، كقول الشاعر:

وزججن الحواجب والعيونا

والعيون لا تزجّج، لكن لمَّا جمعهما في نظم حمل أحدهما على الآخر في اللفظ.

قال الحافظ ابن حجر: لكن ورد في بعض طرقه بإثبات "من" ولفظه: "رهبة منك ورغبة إليك"، أخرجه أحمد والنسائي.

(لا ملجأ ولا منجا منك إلّا إليك) أصل ملجأ بالهمز ومنجا بغير همز، ولكن لمَّا جمعا جاز أن يهمز للازدواج، وأن يترك الهمز فيهما، وأن يهمز المهموز ويترك الآخر، ويجوز التنوين مع القصر فتصير خمسة. (أستذكرهنّ) أي: أتحفظهنَّ.

(قال: لا، ونبيّك الذي أرسلت) أولى ما قيل في الحكمة في ذلك، أنّ ألفاظ الأذكار توقيفية ولها خصائص وأسرار لا يدخلها القياس، فتجب المحافظة على اللفظ الدي وردت به، وهو اختيار المازري.

(متّ على الفطرة) قال الخطّابي: المراد هنا فطرة الدّين والإسلام.


(١) في سنن أبي داود المطبوع: "رهبة ورغبة".

<<  <  ج: ص:  >  >>