للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الجارّ والمجرور وتأخّره عنه، فإنَّك إذا قلت أرفع جنبي باسم الله، كان المعنى الإخبار بالرفع وهو عمدة الكلام، وجاء الجارّ والمجرور بعد ذلك تكملة، وإذا قلت باسم الله أرفع جنبي كان المعنى الإخبار بأن الرفع كائن باسم الله وهو عمدة الكلام، فافهم هذا السرّ اللَّطيف، وتأمَّله في جميع موارد كلام العربيّة، تجده يظهر لك شرف كلام المصطفى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وملازمة المحافظة على الأذكار المأثورة عنه، وإيّاك أنّ تنظر إلى إطلاق أنّ الجار والمجرور فضلة في الكلام وتأخذه على الإطلاق، بل تأمَّل موارد تقدّمه وتأخّره في الكتاب العزيز والسنة وكلام الفصحاء، وتفهَّم هذه القاعدة الجليلة تفهم منها اللفظ والمعنى، واعلم أنه لا بدّ من المحافظة على قواعد العربية وعلى فهم مبنى كلام العرب ومقاصدها، وقواعد العربية تقتضي أنَّ الجار والمجرور فضلة في الكلام لا عمدة، وأنَّ الفعل هو المخبر به والاسم هو المخبر عنه، فهذا أصل الكلام ووصفه. ثمَّ قد يكون ذلك مقصود المتكلّم، وقد لا يكون على هذه الصورة، فإنَّه قد يكون المخبر عنه والمخبر به معلومين أو كالمعلومين، ويكون محطّ الفائدة في كونه على الصفة المستفادة من الجارّ والمجرور، كما نحن فيه، فإن المضطجع ووضع جنبه معلوم ورفعه كالمعلوم، وإنّما قلنا كالمعلوم ولم نقل معلوم لأنَّه قد يموت. انتهى.

(عن أبي الأزهر الأنماري) قال البغوي: لا أدري له صحبة أم لا، وقال أبو زرعة: هو صحابي روى ثلاثة أحاديث ولا يسمّى، وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: إنَّ رجلًا سمَّاه يحيى بن نفير، فلم يعرف ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>