للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشيخ وليّ الدّين العراقي: استدلّ زيد بن ثابت على أنّ الصلاة الوسطى هي الظهر، بأنّها كانت أشقّ الصّلوات على الصّحابة بسبب كونها في شدّة الحرّ، فأنزل الله هذه الآية يحضّهم على المحافظة عليها ويؤكّد عليهم في ذلك، وهذا استدلال ظاهر يقوي قبوله لصدوره من الصحابي الذي شاهد (١) الوحي والتنزيل. انتهى.

(فكانت بين قرني شيطان) قال الخطّابي: اختلفوا في تأويله على وجوه، فقيل معناه مقارنة الشيطان الشمس عند دنوّها للغروب، على ما روي أن الشيطان يقارنها إذا طلعت، فإذا ارتفعت فارقها، فإذا استوت قارنها، فإذا زالت فارقها، فإذا دنت للغروب قارنها، فإذا غربت فارقها، فحرّمت الصّلاة في هذه الأوقات لذلك، وقيل: معنى قرن الشيطان قوّته، من قولك أنا مقرن لهذا الأمر أي مطيق له قويّ عليه، وذلك لأنّ الشيطان إنّما يقوى أمره في هذه الأوقات لأنّه يسوّل لعَبَدة الشمس أن يسجدوا لها في هذه الأوقات الثلاثة، وقيل: قرنه حزبه وأصحابه الذين يعبدون الشمس، يقال: هؤلاء قرن أي: نشوء جاءوا بعد قرن مضوا، وقيل إن هذا تمثيل وتشبيه وذلك أن تأخير الصلاة إنّما هو من تسويل الشيطان لهم وتسويفه وتزيينه ذلك في قلوبهم، وذوات القرون إنّما تعالج الأشياء وتدفعها بقرونها،


(١) في ج: "شاهدى".

<<  <  ج: ص:  >  >>