للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكأنهم لما دافعوا (١) الصلاة وأخّروها عن أوقاتها بتسويل الشيطان لهم حتى اصفرّت الشمس، صار ذلك منه بمنزلة ما يعالجه ذوات القرون بقرونها وتدفعه بأرواقها (٢)، وقيل: إنّ الشيطان يقابل الشمس حيث طلوعها وينتصب دونها حتى يكون طلوعها بين قرنيه، وهما جانبا رأسه، فينقلب سجود الكفار للشمس عبادة له، وقرنا الرأس فوداه وجانباه.

(قام فنقر أربعًا) أي: لم يمكّن ركوعها ولا سجودها، شبّه سرعة حركاته بنقر الطائر كأنّه لم يمكث في السّجود إلّا قدر ما يمكث الطائر إذا وضع منقاره ليلتقط شيئًا.

(لا يذكر الله فيها إلّا قليلًا) قال القرطبي: أي لسرعة حركاته فيها، أو ليرائي بالقليل الذي يذكره عند تخيّله من يلاحظه من الناس.

(الذي يفوته (٣) صلاة العصر) قيل المراد فواتها بغروب الشمس، وقيل باصفرارها، وقيل بخروج وقتها المختار، وقيل: المراد فواتها (٤) في الجماعة.

(فكأنّما وتر أهله وماله) أي: نقص أو سلب وبقي وترًا فردا بلا أهل ولا مال، قال الخطّابي: يريد فليكن حذره من فواتها كحذره من فوات أهله وماله.

***


(١) في أ: "دفعوا".
(٢) جمع روق: القَرن.
(٣) كذا في أوب، وفي ج وسنن أبي داود المطبوع: "تفوته".
(٤) في ج: "فوات وقتها".

<<  <  ج: ص:  >  >>