للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكر الصدّيق وبلال وعبادة بن الصامت ومعاوية، يروي عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أحاديث يرسلها عنه، فمن قال عن عبد الرحمن الصنابحي (فقد) (١) أصاب اسمه، ومن قال عن أبي عبد الله الصنابحي فقد أصاب كنيته، وهو رجل واحد عبد الرحمن وأبو عبد الله، ومن قال عن أبي عبد الرحمن الصنابحي فقد أخطأ، قلب اسمه فجعل اسمه كنيته، ومن قال عن عبد الله الصنابحي فقد أخطأ قلب كنيته فجعلها اسمه، هذا قول علي بن المديني ومن تابعه على هذا، وهو الصّواب عندي. انتهى.

وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة: ظاهر كلام البخاري السّابق أنّ عبد الله الصنابحي لا وجود له، وفيه نظر، فقد روى سويد بن سعيد عن حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله الصنابحي قال: سمعت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "إن الشمس تطلع بين قرني شيطان"، الحديث، وهذا أخرجه الدارقطني في غرائب مالك من طريق إسماعيل بن الحارث، وابن منده من طريق محمد بن إسماعيل الصائغ كلاهما عن مالك وزهير بن محمد قالا (٢) ثنا زيد بن أسلم بهذا، قال ابن منده: رواه محمد بن جعفر بن أبي كثير وخارجة بن مصعب عن زيد. قال الحافظ ابن حجر: وروى زهير بن محمد وأبو غسان محمد بن مطرّف عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله الصّنابحي عن عبادة بن الصامت حديثًا في الوتر، أخرجه أبو داود، فورود عبد الله الصّنابحي في هذين الحديثين من رواية هؤلاء الروّاة عن شيخ مالك، تدفع الجزم بوهم مالك فيه. قال: ووهم ابن قانع فيه وهمًا فاحشًا، فزعم أنّ اسم أبيه الأغرّ، فكأنّه توهّم أنّه الصنابحي (٣) بن الأغرّ وليس كما توهّم. انتهى.

(زعم أبو محمد أنّ الوتر واجب) قال الخطّابي: هو رجل من الأنصار له صحبة. وقال ابن حبّان في صحيحه اسمه مسعود بن زيد بن


(١) غير موجود في أ.
(٢) في ج: "قال".
(٣) في ج: "الصنابح".

<<  <  ج: ص:  >  >>