(هذا راكبان) قال الشيخ وليّ الدِّين: هكذا في الأصول "هذا" بغير تثنية، وكأنّه بتأويل "الذي".
(فضرب على آذانهم) قال الخطّابي: كلمة فصيحة من كلام العرب معناه أنّه حجب الصوت والحسّ عن أن يلجا آذانهم فينتبهوا، قال: وقد يسأل عن هذا فيقال: روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال:"تنام عيناي ولا ينام قلبي". فقد ذهب عن (١) الوقت ولم يشعر به؟ وقد تأوّله بعض أهل العلم على أنّ ذلك خاصّ في أمر الحَدَث، وذلك أنّ النائم قد يكون منه الحدث وهو لا يشعر به، وليس كذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن قلبه لا ينام حتى لا يشعر بالحدث إذا كان منه، وقد قيل إنّ ذلك من أجل أنّه يوحى إليه في منامه فلا ينبغي لقلبه أن ينام، فأمّا معرفة إثبات رؤية الشمس طالعة فإنّ ذلك إنّما يكون دركه ببصر العين دون القلب، فليس فيه مخالفة للحديث الآخر.
(فساروا هنيّة) أي: قليلًا من الزّمان، وهو تصغير هنّة ويقال هنيهة أيضًا.
(في اليقظة) بفتح القاف.
(فليصلّها حين يذكرها ومن الغدّ للوقت) قال الخطّابي: لا أعلم أحدًا من الفقهاء قال بهذا وجوبًا، ويشبه أن يكون الأمر بها استحبابًا ليحرز فضيلة الوقت في القضاء. وذكر مثله ابن حبّان في صحيحه فقال بعد روايته الحديث: هذا أمر فضيلة لمن أحبّ ذلك لا أنّ كل من فاتته صلاة يعيدها مرّتين إذا ذكرها، والوقت الآتي من غدها. ثمّ روى من حديث الحسن عن عمران بن حصين أنّه - صلى الله عليه وسلم - صلّى بهم، قال: قلنا: يا رسول الله ألا نقضيها لوقتها من الغد؟ فقال:"نهاكم ربّكم عن الربا ويقبله منكم؟ " قال ابن الملقن في العجالة: وهذه مسألة نفيسة غريبة لم أر من صرّح بها.