(ولا كهرني) أي: ما انتهرني ولا أغلظ لي، وقيل: الكهر استقبالك الإنسان بالعبوس.
(ومنّا رجال يتطيّرون، قال: ذاك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدّهم) قال الخطّابي: يريد أنّ ذلك شيء يوجد في النّفوس (من)(١) البشرية وما يعتري الإنسان من قبل الظنون بالأوهام من غير أن يكون له تأثير من جهة الطباع، أو يكون فيه ضرر كما كان تزعمه أهل الجاهلية.
وقال الشيخ عزّ الدّين بن عبد السلام: الفرق بيّن التّطيّر والطيرة، أنّ التّطيّر هو الظنّ السيء الذي يقع في النفس، والطيرة هي الفعل المرتّب على الظنّ السيء. قال: وإنّما حرّم التّطيّر والطيرة لأنّهما من باب سوء الظنّ بالله، وحَسن الفأل لأنّه من باب حسن الظنّ بالله، وقد قال تعالى:"أنا عند ظنّ عبدي بي فليظنّ بي ما شاء"، وفي رواية:"فليظنّ بي خيرًا"، قال: وسأل رجل بعض العلماء فقال: إنّي إن ظننت الخير وقع بي وإن ظننت الشرّ حلّ بي، هل يشهد لذلك شيء من الشريعة؟ قال: نعم قوله - صلى الله عليه وسلم - حكاية عن الله عَزَّ وَجَلَّ:"أنا عند ظنّ عبدي بي" الحديث.
(يخطّون) قال ابن الأعرابي: إن الخط عند العرب أن يأتي الرجل
(١) كذا في النسخ الثلاث، وهو غير موجود في معالم السنن.