للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه) سئلت قديمًا عن إعراب هذه الألفاظ ووجه النصب فيها، فأجبت بأنّها منصوبة على الظّرف بتقدير "قدر" وقد نصّ سيبويه أنّ من المصادر التي تنصب على الظرف قولهم (زنة) (١) (الجبل) (٢) ووزن الجبل، وألَّفت في ذلك رسالة مودعة في الفتاوي، وفي النهاية: زنة عرشه في عظم قدره. وسئل الشيخ عزّ الدّين بن عبد السلام عمّن يأتي في التسبيح بلفظ يفيد عددًا كثيرًا، كقوله: سبحان الله عدد خلقه أو عدد هذا الحصى وهو ألف، هل يستوي أجره وأجر من كزر لفظ التسبيح قدر ذلك العدد؟ فأجاب: قد تكون بعض لأذكار أفضل من بعض لعمومها وشمولها واشتمالها على جميع الأوصاف السلبية والذاتية والفعلية، فيكون القليل من هذا النوع أفضل من الكثير من غيره، كما جاء في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "سبحان الله عدد خلقه". انتهى. وقال الشيخ أكمل الذين في شرح المشارق (٣): تقديره عددًا كعدد خلقه، قال: ومعنى رضا نفسه غير منقطع، فإن رضاه عمّن رضي من الأنبياء والأولياء والشهداء وغيرهم لا ينقطع ولا ينقضي، وزنة عرشه أي بمقدار وزنه، يريد عظم قدرها.

(ومداد كلمات) قال الخطّابي: أي قدر ما يوازيها في العدد والكثرة، والمداد بمعنى المدد، وقيل جمعه، فيكون على هذا معناه أنّه يسبّح الله على


(١) في أ: "ربة".
(٢) في أ: "الحبل" أو "الحمل"، لم يتبين لي ضبطها.
(٣) هو مشارق الأنوار النبوية من صحاح الأخبار المصطفوية لرضي الدين الصغاني المتوفى سنة ٦٥٠ هـ. وأكمل الدين هو محمد بن محمود البابرتي الحنفي المتوفى سنة ٧٨٦ هـ، وشرحه على المشارق سمّاه: تحفة الأبرار في شرح مشارق الأنوار. (كشف الظنون ٢/ ٥٦٢، ط: دار الفكر ١٤١٤ هـ/ ١٩٩٤ م).
٤٣٩

<<  <  ج: ص:  >  >>