الخطّابي: وجاء في بعض الحديث: "المضعف أمير الرّفقة"، يريد أنَّ الناس يسيرون بسير الضعيف لا يتقدَّمونه فيتخلَّف عنهم ويبقى بمضيعة.
(ومتسريهم على قاعدهم) قال الخطّابي: المتسرّي هو الذي يخرج في السرية، ومعناه: أن يخرج الجيش فينيخوا بقرب دار العدوّ ثمَّ تنفصل منهم سرية فيغنموا، فإنَّهم يردّون ما غنموا على الجيش الذين هم ردءًا لهم، لا ينفردون به. فأمَّا إذا كان خروج السريَّة من البلد فإنَّهم لا يردّون على المقيمين في أوطانهم شيئًا.
(لا يقتل مؤمن بكافر) قال الشَّافعي: هذا على ظاهره وعلى عمومه، لا يقتل مسلم بوجه من الوجوه بأحد من الكفَّار.
(ولا ذو عهد في عهده) أي: لا يقتل معاهد ما دام في عهده، قال الشافعي: وإنّما احتيج إلى أن يجري ذكر المعاهد ويؤكِّد تحريم دمه هنا، لأنَّ قوله:"لا يقتل مؤمن بكافر"، قد يوهم ضعفًا وتوهينًا لشأنه ويوقع شبهة في دمه، فلا يؤمن أن يستباح إذا علم أن لا قود على قاتله، فوكّد تحريمه بإعادة البيان لئلّا يعرض الإشكال في ذلك. ومن ذهب إلى أنَّ المسلم يقتل بالذمّي حمل الحديث على التقديم والتأخير، وكأنه قال لا يقتل مؤمن ولا ذو عهد في عهده بكافر، فيكون على هذا من عطف المفردات، وعلى الأوّل من عطف الجمل.