قوله:{حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ} هذا الفعل هو العامل في قوله: {فَبِظُلْمٍ} يعني: الجار والمجرور في قوله: {فَبِظُلْمٍ} متعلق بقوله: {حَرَّمْنَا}، والتحريم في اللغة المنع، ومنه حريم البئر، وهو: ما حولها، فيمنع من إحيائه، ومنه سمي النساء حريمًا، لاحتجابهن والمنع من التعدي عليهن.
وقوله:{حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ}، {طَيِّبَاتٍ} أي: أطعمة طيبات، فهي صفة لموصوف محذوف، والطيب ضد الخبيث، والخبيث له إطلاقات متعددة، تارةً يراد به الشيء النجس، وتارةً يراد به الرديء، وتارة يراد به المحرم مطلقًا.
قوله:{أُحِلَّتْ لَهُمْ} أي: كانت في الأول حلالًا، وهي باقية على طيبها، لكن حرمت عليهم بسبب ظلمهم.
وقوله:{أُحِلَّتْ لَهُمْ} المُحِل هو الله عز وجل؛ لأنه هو الذي بيده الأمر.
قوله:{وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا}{وَبِصَدِّهِمْ} الواو حرف عطف، وصدّ: مصدر يحتمل أن يكون من الفعل المتعدي، ويحتمل أن يكون من الفعل اللازم، وذلك لأن صدَّ تكون فعلًا لازمًا، وتكون متعدية، فيقال:"صد الرجل عن كذا" بمعنى أعرض، "وصد غيره عن كذا" بمعنى صرفه عنه، وهنا يجوز فيها الأمران، فهم قد صدوا أنفسهم {عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا} وصدوا غيرهم أيضًا بما عندهم من الكتاب الذي يشبهون به، ويموهون به على الناس، ويقولون: إن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - ليس هو المبعوث المنتظر أو ما أشبه ذلك.
وقوله:{عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} المراد بسبيل الله شرعه الذي