عنده همة ونشاط وعزيمة، فيأتي هذا ويخذله، فيكون هذا قد صد عن سبيل الله، لكن إذا علم أن هذا الشخص ربما يتكلم بما لا يعلم، فتخذيله عن الكلام ليس من الصد عن سبيل الله، بل من حماية سبيل الله؛ لأنه ربما يأتي إنسان عنده إقدام، وعنده شجاعة، ويحب أن يدعو، لكن لا علم عنده، فهذا لا حرج عليك إذا قلت له: إنه لا ينبغي له أن يكلف نفسه أو يتعبها، سواء أضفت هذا إلى أن الناس لن يقبلوا منه، أو أضفت هذا إلى أنه ليس عنده علم فيقع في حرج، فهذا لا بأس به، بل هذا من حماية سبيل الله، وليس من الصد عن سبيل الله.
٨ - ذكر الوصف الذي يكون أشد في الذم وإن كان لا مفهوم له، لقوله:{وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا}، فهذا غاية الذم، لكن لو أنهم صدوا قليلًا لكان لهم نصيب من الإثم، إنما الغاية هي الكثرة.
٩ - أن المتعاطين للربا من هذه الأمة مشبهون لليهود، لقوله:{وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ}.
١٠ - أن أخذ الربا محرم، سواء كان للأكل، أو للشرب، أو للبس، أو للإقتناء، أو لأي غرض كان، لعموم قوله:{وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا}.
١١ - أن الحجة لا تقوم إلا بعد بلوغها، وأن من فعل شيئًا لا يدري عن حكمه فهو غير مؤاخذ به، لقوله:{وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ}، وعلى هذا فلو تعامل الإنسان بمعامله ربوية وهو لا يدري أنها من الربا، يعني أنه يعرف الربا؛ لكن لا يدري أن هذه المعاملة المعينة من الربا، ثم علم بعد ذلك، فلا نقول: إن ما أخذه من