للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجواب: نعم، ولذلك مثال في قوله تعالى: {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ} [الأعراف: ٢٨] وسكت عن قولهم {وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا} والسكوت عن أحد الشقين مع إنكار الآخر يدل على الإقرار بالثاني الذي لم ينكر.

٨ - أن الإيمان كله خير، خير في الدنيا وخير في الآخرة، حتى في المعيشة وإن كانت ضنكًا فهي عند المؤمن خير؛ لأن المؤمن كما وصفه النبي عليه الصلاة والسلام: "إن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، وإن إصابته سراء شكر فكان خيرًا له" (١).

٩ - أن أمر الله تعالى عباده بالإيمان به وإثابتهم على ذلك ليس لافتقاره إليهم، بل هو غني عنهم لقوله: {وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.

١٠ - عموم ملك الله؛ لقوله {مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} , فكل ما في السماوات والأرض فهو لله عزّ وجل.

فإن قال قائل: أليس لنا أملاك يختص بها كل واحد منا؟

فالجواب: بلى، لكن ملكنا لما نملكه ليس على سبيل الإطلاق ولهذا لا يحق لنا أن نفعل في أموالنا ما نشاء، بل لا نفعل بها إلا ما أذن الله به، فلو أراد الإنسان أن يحرق ماله فليس له ذلك.

إذًا: الملك قاصر، والملك المطلق الشامل هو لله رب العالمين وما يضاف إلينا ملكًا فإنه ملك قاصر مربوط بما علم الله به.


(١) تقدم (١/ ٤٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>