للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١ - إثبات الجمع للسماوات، فهي سبع سماوات مصرحًا بذلك في القرآن، أما الأرض فهي تأتي دائمًا في القرآن مفردة، لكن في السنة جاءت مجموعة، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: "من اقتطع شبرًا من الأرض ظلمًا طوقه الله به يوم القيامة من سبع أراضين" (١) والقرآن أشار إلى ذلك فقال: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: ١٢] والمماثلة في النوع والسعة والكبر غير ممكنة؛ لأنه من المعروف أن السماء أعظم من الأرض بكثير، فلم يبق إلا العدد، هذا من جهة القرآن، ومن جهة السنة إذا لم يكن هناك سبع أرضين فإنه لا يمكن أن يعاقب الإنسان على شيء ليس موجودًا، فلا يقال: إن ذكر السبع أرضين من باب العقوبة ومضاعفتها فقط، فلولا وجود سبع أرضين فإنه لا يمكن أن يعاقب الإنسان على شيء ليس موجودًا، لكن كونه يعاقب من سبع أرضين يدل على أن القرار ملك لصاحب الأرض العليا، كما أن الهواء ملك له، والهواء إلى السماء الدنيا كلها لمالك الأرض، كذلك أيضًا قاع الأرض إلى الأرض السابعة ملك له، ولهذا لو أراد الإنسان أن يحفر خندقًا من تحت بيت الإنسان أو من تحت أرضه فإنه لا يملك هذا.

وذكر ابن كثير رحمه الله في "البداية والنهاية" أن العلماء اختلفوا في الأرضين هل هي متطابقة، يعني: متلاصقة ويكون الفاصل بينها أمرًا مجهولًا، أم أن بينهما فجوات، وهذه الفجوات كما بين السماء والسماء، وهذا التقدير الأخير ليس بصحيح؛ لأن مسافة الأرض الآن لو دارت عليها الطائرة لم تنسب ولا إلى


(١) تقدم ص ٢٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>