المعلوم أن تلاوته على رجل أعجمي لا تفيده، كما قال تعالى: {وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (١٩٨) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (١٩٩)} [الشعراء: ١٩٨ - ١٩٩] لأنهم لا يعرفونه، ولا يتذوقون طعمه.
٣ - إثبات الربوبية، وأن إرسال الرسل وإنزال الكتب من مقتضى ربوبيته، لقوله:{قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ}.
٤ - أن القرآن الكريم نور، ولكن لا يتذوق ذلك أو لا يشاهد ذلك إلا من جمع بين أمرين:
الأول: التدبر.
والثاني: التذكر.
ودليل هذا قوله تعالى:{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ} لأي غرض؟ {لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ}، هذه واحدة، {وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}[ص: ٢٩] فمن تدبر الآيات، وسلم من الهوى، وسلم من تحريف الأدلة، واتعظ بما فيها، فإنه سيجد نورًا عظيمًا في قلبه، ويُكشف له من العلوم ما لا يُكشف لغيره.
٥ - أن القرآن الكريم فيه بيان لكل شيء؛ لأن النور لا بد أن تستبين به كل الأشياء؛ كالنهار إذا طلع بانت به الأشياء، وكالحجرة إذا أسرجتها فلا بد أن يبين منها ما كان خافيًا، فالقرآن تبيان لكل شيء، ولكن قد يخفي البيان إما لقلة الإيمان، وإما لقلة العلم، وإما لقصور الفهم، وإما لسوء القصد، وإلا فإن القرآن بين ونور لكل أحد، لكن قد يكون عند الإنسان ضعف إيمان، بمعنى أنه لا يثق بأن القرآن فيه تبيان كل شيء، أو يكون قاصر علم، وليس عنده أداة يتمكن بها من استنباط الأحكام من