للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - إثبات عظمة الله عزّ وجل لقوله: {نُكَفِّرْ} {وَنُدْخِلْكُمْ}؛ لأن النون هنا للتعظيم، وقد قال النصراني الخبيث إن هذا يدل على تعدد الآلهة؛ لأن الضمير هنا للجمع، فنحن أحق بالحق منكم أيها الموحدون. فنقول له: إن هذا من باب التعظيم، وأنت قد طبع الله على قلبك وغفلت عن قول الله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (١٦٣)} [البقرة: ١٦٣].

٥ - سعة فضل الله سبحانه، وذلك بتكفير السيئات باجتناب كبائر الذنوب، وإلا لو جازى الناس بالعدل لعاقبهم على الصغائر وعلى الكبائر كل منها بحسبه، فالكبائر عقوبتها شديدة والصغائر دون ذلك، ولكن من فضله عزّ وجل جعل الصغائر مكفرة باجتناب الكبائر، وهذا من أثر قوله سبحانه كما في الحديث القدسي: "إن رحمتي سبقت غضبي" (١).

٦ - أن من كفر الله عنه السيئات فهو من أهل الجنة لقوله: {وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا}.

٧ - بيان أن الجنة هي أعلى ما يكون، بل هي من المداخل الكريمة، والكريم في كل شيء بحسبه، فكرائم الأموال أحاسنها، وكرائم المساكن أحاسنها، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "إياك وكرائم أموالهم" (٢).

* * *


(١) تقدم ص ١٧١.
(٢) رواه البخاري، كتاب الزكاة، باب أخذ الصدقة من الأغنياء، وترد في الفقراء حيث كانوا، حديث رقم (١٤٢٥)؛ ومسلم، كتاب الإيمان, باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإِسلام، حديث رقم (١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>