٢٠ - التغاضي عما مضى؛ أي: أن قوله: {فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا} يشمل الماضي والمستقبل.
٢١ - الإشارة إلى أن الذي له العلو المطلق هو الله، فلا تتعال على غيرك، تؤخذ من قوله:{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}، ورأى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلًا يضرب غلامه فقال له عليه الصلاة والسلام:"اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا العبد"، فالتفت فإذا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعتق العبد (١)، ففي هذا الإشارة لكل إنسان يتعالى بنفسه أن يتذكر علو الله عزّ وجل.
وعلو الله حسي ومعنوي، فيشمل علو الذات وعلو الصفات وعلو القدر والقهر، ومذهب أهل السنة والجماعة في هذه المسألة، أنهم يثبتون لله المعنيين: علو الذات، وعلو الصفات، وخالفهم طائفتان متطرفتان: طائفة أثبتت أن الله في كل مكان، وطائفة نفت أن يكون الله في مكان.
طائفة قالت: نقول: إن الله لا فوق العالم، ولا تحته، ولا داخله، ولا خارجه، ولا هو متصل، ولا منفصل، ولا مباين، ولا نصفه بأي شيء من هذا، وهؤلاء في الحقيقة كما قال محمود بن سبكتكين لابن فورك: بيّن لي الفرق بين إلهك وبين العدم؟
والذين قالوا إن الله بذاته في كل مكان أيضًا لم يقدروا الله
(١) رواه مسلم، كتاب الأيمان، باب صحبة المماليك وكفارة من لطم عبده، حديث رقم (١٦٥٩) عن أبي مسعود الأنصاري.